القضاء والقدر(2)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القضاء والقدر(2)
(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن
على العبد المؤمن حقا أن ينفذ أوامر
الله وأن يجتنب نواهيه وليس المطلوب أن
يبحث عن كنه مشيئة الله وعلمه فذلك غيب
ولا وسيلة إليه.
وعقولنا
محدودة والبحث في ذلك تكلف لم نؤمر به،
بل قد جاء النهي عنه. يقول الإمام
الطحاوي رحمه الله: وأصل القدر سر الله
تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب
ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك
ذريعة الخذلان. وفي الحديث: ((خرج
علينا رسول الله
ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال:
فكأنما تقفأ في وجهه حب الزمان من
الغضب، فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب
الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم))([1]).
وأما
أنواع الأقدار: فلقد قسم العلماء
الأقدار التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة
أنواع :
الأول:
نوع لا قدرة على دفعه أو رده ويدخل في
ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما
يجري على العبد من مصائب وما يتعلق
بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن
يولد لفلان دون فلان.
قال
تعالى:
والشمس
تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز
العليم
[يس:38].
كل
نفس ذائقة الموت
[آل عمران:185].
ما
أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك
على الله يسير
[الحديد:22].
إن
ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر
[الرعد:26].
إذا
جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا
يستقدمون
[الأعراف:34]. في
أي صورة ما شاء ركبك
[الانفطار: 8].
ومن
ثم فهذا النوع من الأقدار لا يحاسب
عليه العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته
في دفعه أو رده.
الثاني:
نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في
إمكانه تخفيف حدته، وتوجيهه ويدخل في
ذلك الغرائز والصحبة، والبيئة،
والوراثة.
فالغريزة
لا يمكن إلغاءها ولم نؤمر بذلك وإنما
جاء الأمر بتوجيهها إلى الموضع
الحلال، الذي أذن الشرع به وحث عليه
وكتب بذلك الأجر للحديث: ((وفي
بضع أحدكم أجر))([2]).
والصحبة
لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما
جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع إلى ما
ينفع: يا
أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين
[التوبة:119].
والبيئة
التي يولد فيها الإنسان ويعيش، لا يمكن
اعتزالها ولم نؤمر بذلك وإنما يقع في
القدرة التغير والانتقال إلى بيئة
أكرم وأطهر، والرجل الذي قتل تسعة
وتسعين نفسا أوصاه العالم حتى تصح
توبته أن يترك البيئة السيئة إلى بيئة
أكرم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا
فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى
فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك
فإنها أرض سوء([3]).
وهنا
لا يكون الحساب على وجود ما ذكرناه من
غريزة وصحبة وبيئة وإنما على كيفية
تصريفها وتوجيهها.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن
على العبد المؤمن حقا أن ينفذ أوامر
الله وأن يجتنب نواهيه وليس المطلوب أن
يبحث عن كنه مشيئة الله وعلمه فذلك غيب
ولا وسيلة إليه.
وعقولنا
محدودة والبحث في ذلك تكلف لم نؤمر به،
بل قد جاء النهي عنه. يقول الإمام
الطحاوي رحمه الله: وأصل القدر سر الله
تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب
ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك
ذريعة الخذلان. وفي الحديث: ((خرج
علينا رسول الله
ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال:
فكأنما تقفأ في وجهه حب الزمان من
الغضب، فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب
الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم))([1]).
وأما
أنواع الأقدار: فلقد قسم العلماء
الأقدار التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة
أنواع :
الأول:
نوع لا قدرة على دفعه أو رده ويدخل في
ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما
يجري على العبد من مصائب وما يتعلق
بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن
يولد لفلان دون فلان.
قال
تعالى:
والشمس
تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز
العليم
[يس:38].
كل
نفس ذائقة الموت
[آل عمران:185].
ما
أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك
على الله يسير
[الحديد:22].
إن
ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر
[الرعد:26].
إذا
جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا
يستقدمون
[الأعراف:34]. في
أي صورة ما شاء ركبك
[الانفطار: 8].
ومن
ثم فهذا النوع من الأقدار لا يحاسب
عليه العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته
في دفعه أو رده.
الثاني:
نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في
إمكانه تخفيف حدته، وتوجيهه ويدخل في
ذلك الغرائز والصحبة، والبيئة،
والوراثة.
فالغريزة
لا يمكن إلغاءها ولم نؤمر بذلك وإنما
جاء الأمر بتوجيهها إلى الموضع
الحلال، الذي أذن الشرع به وحث عليه
وكتب بذلك الأجر للحديث: ((وفي
بضع أحدكم أجر))([2]).
والصحبة
لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما
جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع إلى ما
ينفع: يا
أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين
[التوبة:119].
والبيئة
التي يولد فيها الإنسان ويعيش، لا يمكن
اعتزالها ولم نؤمر بذلك وإنما يقع في
القدرة التغير والانتقال إلى بيئة
أكرم وأطهر، والرجل الذي قتل تسعة
وتسعين نفسا أوصاه العالم حتى تصح
توبته أن يترك البيئة السيئة إلى بيئة
أكرم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا
فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى
فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك
فإنها أرض سوء([3]).
وهنا
لا يكون الحساب على وجود ما ذكرناه من
غريزة وصحبة وبيئة وإنما على كيفية
تصريفها وتوجيهها.
كريم علي- مشرف المنتدى
- عدد المساهمات : 52
نقاط : 150
السٌّمعَة : 0
الجنس :
رد: القضاء والقدر(2)
آسمح لي آپدي آعچآپي
پقلمگ آلرآآآآئع وآسلوووپگ آلچميل
في ترتيپ آلموضوع وآنتقآء آلگلمآت آلرآآآآئعه
سلمت وسلمت يدآگ
پقلمگ آلرآآآآئع وآسلوووپگ آلچميل
في ترتيپ آلموضوع وآنتقآء آلگلمآت آلرآآآآئعه
سلمت وسلمت يدآگ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى