اغتنام الأوقات بالأعمال الاصالحة(3)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اغتنام الأوقات بالأعمال الاصالحة(3)
بسم الله الرحمن الرحيم
ذم طول الأمل والحث على تقصيره
وأما وصية ابن عمر رضي الله عنهما، فهي مأخوذة من هذا الحديث
الذي رواه، وهي متضمنة لنهاية قصر الأمل، وأن الإنسان إذا أمسى لم ينتظر
الصباح، وإذا أصبح لم ينتظر المساء، بل يظن أن أجله يدركه قبل ذلك، قال
المروذي: قلت لأبي عبدالله - يعني أحمد – أي شيء الزهد بالدنيا؟ قال: قصر
الأمل، من إذا أصبح، قال: لا أمسي.
وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله: أستودعكم الله،
فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم منها، فكان هذا دأبه إذا أراد النوم،
وقال بكر المزني: إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب،
فليفعل، فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا، ويصبح في أهل الآخرة.
وقال عون بن عبدالله: ما أنزل الموت كنه منزلته من عدّ غداً من أجله، وقال
بكر المزني: إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل: لعلي لا أصلي غيرها، وهذا مأخوذ
مما روي عن النبي أنه قال: { صل صلاة مودع } [حديث حسن]، ومما أنشد بعض السلف.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران بالعمل
الحث على استغلال أيام العمر في الأعمال الصالحة
قوله: "وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك"، يعني: اغتنم
الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك و بينها السقم، وفي الحياة قبل
أن يحول بينك وبينها الموت. وقد روي معني هذه الوصية عن النبي : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ }، وعن ابن عباس أن رسول الله قال لرجل وهو يعظه: { اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك }.
وعن أبي هريرة عن النبي : { بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، وخاصة أحدكم، أو العامة }.
وبعض هذه الأمور العامة لا ينفع بعدها عمل، كما قال تعالى:
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً [الأنعام:158].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: {
لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا
أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيراً } [رواه البخاري ومسلم].
وعنه قال: { ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض }.
فالواجب على المؤمنين المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر
عليها ويحال بينه وبينها، إما بمرض أو موت، أو بأن يدركه بعض هذه الآيات
التي لا يقبل معها عمل.
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة و يوشك أن تنفق، فلا يوصل منها
إلى قليل ولا كثير. ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة
والأسف عليها، يتمنى الرجوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل، فلا تنفعه
الأمنية.
قال تعالى:
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن
يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا
أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ
بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُون، أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى
مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ، أَوْ
تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ
تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ [الزمر:54-58]، وقال تعالى:
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ
قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100].
اغتنم في الفراغ فضل ركوع *** فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم *** ذهبت نفسه الصحيحة فلته
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ذم طول الأمل والحث على تقصيره
وأما وصية ابن عمر رضي الله عنهما، فهي مأخوذة من هذا الحديث
الذي رواه، وهي متضمنة لنهاية قصر الأمل، وأن الإنسان إذا أمسى لم ينتظر
الصباح، وإذا أصبح لم ينتظر المساء، بل يظن أن أجله يدركه قبل ذلك، قال
المروذي: قلت لأبي عبدالله - يعني أحمد – أي شيء الزهد بالدنيا؟ قال: قصر
الأمل، من إذا أصبح، قال: لا أمسي.
وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله: أستودعكم الله،
فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم منها، فكان هذا دأبه إذا أراد النوم،
وقال بكر المزني: إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب،
فليفعل، فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا، ويصبح في أهل الآخرة.
وقال عون بن عبدالله: ما أنزل الموت كنه منزلته من عدّ غداً من أجله، وقال
بكر المزني: إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل: لعلي لا أصلي غيرها، وهذا مأخوذ
مما روي عن النبي أنه قال: { صل صلاة مودع } [حديث حسن]، ومما أنشد بعض السلف.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران بالعمل
الحث على استغلال أيام العمر في الأعمال الصالحة
قوله: "وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك"، يعني: اغتنم
الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك و بينها السقم، وفي الحياة قبل
أن يحول بينك وبينها الموت. وقد روي معني هذه الوصية عن النبي : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ }، وعن ابن عباس أن رسول الله قال لرجل وهو يعظه: { اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك }.
وعن أبي هريرة عن النبي : { بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، وخاصة أحدكم، أو العامة }.
وبعض هذه الأمور العامة لا ينفع بعدها عمل، كما قال تعالى:
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً [الأنعام:158].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: {
لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا
أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيراً } [رواه البخاري ومسلم].
وعنه قال: { ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض }.
فالواجب على المؤمنين المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر
عليها ويحال بينه وبينها، إما بمرض أو موت، أو بأن يدركه بعض هذه الآيات
التي لا يقبل معها عمل.
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة و يوشك أن تنفق، فلا يوصل منها
إلى قليل ولا كثير. ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة
والأسف عليها، يتمنى الرجوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل، فلا تنفعه
الأمنية.
قال تعالى:
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن
يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا
أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ
بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُون، أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى
مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ، أَوْ
تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ
تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ [الزمر:54-58]، وقال تعالى:
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ
قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100].
اغتنم في الفراغ فضل ركوع *** فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم *** ذهبت نفسه الصحيحة فلته
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كريم علي- مشرف المنتدى
- عدد المساهمات : 52
نقاط : 150
السٌّمعَة : 0
الجنس :
رد: اغتنام الأوقات بالأعمال الاصالحة(3)
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر ♥
سالم الدوسري- عضو مميز
- عدد المساهمات : 100
نقاط : 100
السٌّمعَة : 0
بلد العضو :
الجنس :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى