اليوم الآخر2
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اليوم الآخر2
بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل الموضوع السابق باذن اللع تعالي
وأما
الحقائق التي تكون في اليوم الآخر:
الحقيقة
الأولى: البعث: وذلك يكون بإعادة بناء
الأجسام بعد فنائها، وإعادة الحياة
إليها بعد سلبها منها، قال تعالى:
وهو
الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون
عليه
[الروم:27].
وأن
الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث
من في القبور
[الحج:7].
واعلم
أن الله أوكل ملكا كريما هو إسرافيل
عليه السلام بالنفخ في الصور فإذا نفخ
الأولى ماتت الخلائق وهذه هي الراجفة
ثم ينفخ فيه أخرى وهي الرادفة وفيها
البعث يكون وأعلمنا المصطفى
في الحديث: ((كل ابن آدم
تأكله الأرض إلا عجب الذنب، منه خلق،
ومنه يركب))([3])،
فلا يبقى من ابن آدم إلا عجب الذنب
فيكون كالنواة وينبت للحديث: ((ثم
ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت
البقل، وليس من الإنسان شيء إلا بلي
إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب
الخلق يوم القيامة))([4]).
ويكون
ما بين النفخة الأولى والثانية أربعون
للحديث: ((ما بين
النفختين أربعون، قيل: أربعون يوم؟ قال
أبو هريرة: أبيت، قالوا: أربعون شهرا؟
قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال:
أبيت))([5]).
الحقيقة
الثانية: الحشر: وهو الجمع وذلك بأن
تحشر الخلائق لموقف الحساب الإنس
والجن ودواب الأرض وطيورها حيث القصاص
للحديث: ((لتؤدنّ الحقوق
إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة
الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها))([6])،
ويقاد: أي يقتص، والجلحاء: التي لا قرون
لها.
واعلم
أن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق، للحديث:
((تدنو الشمس يوم
القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار
ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في
العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم
من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى
حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً))([7]).
وأن
الناس يحشرون عراة غرلا (غير مختونين)
للحديث: ((إنكم محشورون
حفاة عراة غرلا ثم قرأ:
كما بدأنا أول خلق نعيده
وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم))([8]).
الحقيقة
الثالثة: عرض وسؤال وحساب وميزان وكتب
الأعمال.
أ-
العرض: قال تعالى:
وعرضوا
على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم
أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا
[الكهف:48]. فمن شاء الله أن يرحمه لم
يحاسبه، للحديث: ((ليس
أحد يحاسب إلا هلك، قالت عائشة: يا رسول
الله جعلني الله فداك، أليس الله يقول: فأما
من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا
يسيرا،
قال: ذلك العرض تعرضون، ومن نوقش
الحساب هلك))([9]).
ب-
السؤال والحساب: فمن شاء الله أن يرحمه
ستره عن الخلائق، للحديث: ((يدني
الله تعالى المؤمن يوم القيامة حتى يضع
عليه كنفه (أي ستره)
فيقرره بذنوبه: فيقول: أتعرف ذنب كذا في
يوم كذا؟ فيقول: أعرف، فيقول الله عز
وجل: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا
أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته،
وأما الكافر والمنافق فينادي عليهم
على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا
على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين))([10]).
ج-
الميزان: قال تعالى:
ونضع
الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم
نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل
أتينا بها وكفى بنا حاسبين
[الأنبياء:47].
يقول
أنس بن مالك : يؤتى
بالعبد ويوقف بين كفتي الميزان، فإن
رجحت حسناته على سيئاته نادي ملك بصوت
تسمعه الخلائق: سعد فلان بن فلان سعادة
لا يشقى بعدها أبدا، وإذا رجحت سيئاته
على حسناته نادى الملك بصوت تسمعه
الخلائق: شقي فلان بن فلان شقاوة لا
يسعد بعدها أبدا.
د-
كتب الأعمال: حيث يأخذ المؤمنون كتبهم
بأيمانهم ويأخذ أهل الشمال كتبهم
بشمائلهم للحديث: ((يعرض
الناس يوم القيامة ثلاثة عرضات، فأما
عرضتان: فجدال ومعاذير، فعند ذلك تطير
الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ
بشماله))([11]).
وقال
تعالى:
فأما
من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا
يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من
أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا
ويصلى سعيرا
[الانشقاق:7-12].
الحقيقة
الرابعة: الصراط: وهو جسر على ظهر جهنم
يمر عليه الناس كلهم، فالمؤمنون ينجون
على حسب حالهم في سرعات تتفاوت بتفاوت
أعمالهم الصالحة والآخرون يسقطون حيث
تجذبهم كلاليب جهنم - أعاذنا الله
ونجانا من ناره - للحديث: ((ثم
يؤتى بالجسر فيجعله بين ظهري جهنم،
قلنا: يا رسول الله وما الجسر؟ قال:
مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب
وحسكة مفلطحة، لها شوكة عقيفاء
تكون بنجد، يقال لها: السعدان يمر
المؤمن كالطرف كالبرق وكالريح
وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم،
وناج مخدوش ومكدوس في نار جنهم حتى يمر
آخرهم يسحب سحبا))([12]).
ودعاء
المؤمنين آنذاك رب سلم للحديث: ((شعار
المؤمنين على الصراط يوم القيامة: رب
سلّم سلم))([13]).
الحقيقة
الخامسة: ثم إما إلى جنة وهي مأوى
المؤمنين حيث الثواب الأكبر وإما إلى
جهنم وهي مأوى الكافرين حيث العقاب
الأكبر أعاذنا الله منها.
قال
تعالى:
فأما
الذين شقوا ففي النار لهم زفير وشهيق
خالدين فيها مادامت السماوات والأرض
إلا ما شاء الله إن ربك فعّال لما يريد وأما
الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها
مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك
عطاء غير مجذوذ
[هود:106-108].
والعصاة
من المؤمنين لا يدخلون الجنة حتى
ينالوا العقاب على معاصيهم ويتطهروا
من ذنوبهم ثم يؤذن لهم بدخول الجنة
برحمة من الله سبحانه ثم بشفاعة من
يرضى الله شفاعته.
نكمل الموضوع السابق باذن اللع تعالي
وأما
الحقائق التي تكون في اليوم الآخر:
الحقيقة
الأولى: البعث: وذلك يكون بإعادة بناء
الأجسام بعد فنائها، وإعادة الحياة
إليها بعد سلبها منها، قال تعالى:
وهو
الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون
عليه
[الروم:27].
وأن
الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث
من في القبور
[الحج:7].
واعلم
أن الله أوكل ملكا كريما هو إسرافيل
عليه السلام بالنفخ في الصور فإذا نفخ
الأولى ماتت الخلائق وهذه هي الراجفة
ثم ينفخ فيه أخرى وهي الرادفة وفيها
البعث يكون وأعلمنا المصطفى
في الحديث: ((كل ابن آدم
تأكله الأرض إلا عجب الذنب، منه خلق،
ومنه يركب))([3])،
فلا يبقى من ابن آدم إلا عجب الذنب
فيكون كالنواة وينبت للحديث: ((ثم
ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت
البقل، وليس من الإنسان شيء إلا بلي
إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب
الخلق يوم القيامة))([4]).
ويكون
ما بين النفخة الأولى والثانية أربعون
للحديث: ((ما بين
النفختين أربعون، قيل: أربعون يوم؟ قال
أبو هريرة: أبيت، قالوا: أربعون شهرا؟
قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال:
أبيت))([5]).
الحقيقة
الثانية: الحشر: وهو الجمع وذلك بأن
تحشر الخلائق لموقف الحساب الإنس
والجن ودواب الأرض وطيورها حيث القصاص
للحديث: ((لتؤدنّ الحقوق
إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة
الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها))([6])،
ويقاد: أي يقتص، والجلحاء: التي لا قرون
لها.
واعلم
أن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق، للحديث:
((تدنو الشمس يوم
القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار
ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في
العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم
من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى
حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً))([7]).
وأن
الناس يحشرون عراة غرلا (غير مختونين)
للحديث: ((إنكم محشورون
حفاة عراة غرلا ثم قرأ:
كما بدأنا أول خلق نعيده
وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم))([8]).
الحقيقة
الثالثة: عرض وسؤال وحساب وميزان وكتب
الأعمال.
أ-
العرض: قال تعالى:
وعرضوا
على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم
أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا
[الكهف:48]. فمن شاء الله أن يرحمه لم
يحاسبه، للحديث: ((ليس
أحد يحاسب إلا هلك، قالت عائشة: يا رسول
الله جعلني الله فداك، أليس الله يقول: فأما
من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا
يسيرا،
قال: ذلك العرض تعرضون، ومن نوقش
الحساب هلك))([9]).
ب-
السؤال والحساب: فمن شاء الله أن يرحمه
ستره عن الخلائق، للحديث: ((يدني
الله تعالى المؤمن يوم القيامة حتى يضع
عليه كنفه (أي ستره)
فيقرره بذنوبه: فيقول: أتعرف ذنب كذا في
يوم كذا؟ فيقول: أعرف، فيقول الله عز
وجل: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا
أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته،
وأما الكافر والمنافق فينادي عليهم
على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا
على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين))([10]).
ج-
الميزان: قال تعالى:
ونضع
الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم
نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل
أتينا بها وكفى بنا حاسبين
[الأنبياء:47].
يقول
أنس بن مالك : يؤتى
بالعبد ويوقف بين كفتي الميزان، فإن
رجحت حسناته على سيئاته نادي ملك بصوت
تسمعه الخلائق: سعد فلان بن فلان سعادة
لا يشقى بعدها أبدا، وإذا رجحت سيئاته
على حسناته نادى الملك بصوت تسمعه
الخلائق: شقي فلان بن فلان شقاوة لا
يسعد بعدها أبدا.
د-
كتب الأعمال: حيث يأخذ المؤمنون كتبهم
بأيمانهم ويأخذ أهل الشمال كتبهم
بشمائلهم للحديث: ((يعرض
الناس يوم القيامة ثلاثة عرضات، فأما
عرضتان: فجدال ومعاذير، فعند ذلك تطير
الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ
بشماله))([11]).
وقال
تعالى:
فأما
من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا
يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من
أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا
ويصلى سعيرا
[الانشقاق:7-12].
الحقيقة
الرابعة: الصراط: وهو جسر على ظهر جهنم
يمر عليه الناس كلهم، فالمؤمنون ينجون
على حسب حالهم في سرعات تتفاوت بتفاوت
أعمالهم الصالحة والآخرون يسقطون حيث
تجذبهم كلاليب جهنم - أعاذنا الله
ونجانا من ناره - للحديث: ((ثم
يؤتى بالجسر فيجعله بين ظهري جهنم،
قلنا: يا رسول الله وما الجسر؟ قال:
مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب
وحسكة مفلطحة، لها شوكة عقيفاء
تكون بنجد، يقال لها: السعدان يمر
المؤمن كالطرف كالبرق وكالريح
وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم،
وناج مخدوش ومكدوس في نار جنهم حتى يمر
آخرهم يسحب سحبا))([12]).
ودعاء
المؤمنين آنذاك رب سلم للحديث: ((شعار
المؤمنين على الصراط يوم القيامة: رب
سلّم سلم))([13]).
الحقيقة
الخامسة: ثم إما إلى جنة وهي مأوى
المؤمنين حيث الثواب الأكبر وإما إلى
جهنم وهي مأوى الكافرين حيث العقاب
الأكبر أعاذنا الله منها.
قال
تعالى:
فأما
الذين شقوا ففي النار لهم زفير وشهيق
خالدين فيها مادامت السماوات والأرض
إلا ما شاء الله إن ربك فعّال لما يريد وأما
الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها
مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك
عطاء غير مجذوذ
[هود:106-108].
والعصاة
من المؤمنين لا يدخلون الجنة حتى
ينالوا العقاب على معاصيهم ويتطهروا
من ذنوبهم ثم يؤذن لهم بدخول الجنة
برحمة من الله سبحانه ثم بشفاعة من
يرضى الله شفاعته.
كريم علي- مشرف المنتدى
- عدد المساهمات : 52
نقاط : 150
السٌّمعَة : 0
الجنس :
رد: اليوم الآخر2
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر ♥
سالم الدوسري- عضو مميز
- عدد المساهمات : 100
نقاط : 100
السٌّمعَة : 0
بلد العضو :
الجنس :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى