اسس الزواج فى الشريعة الاسلامية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اسس الزواج فى الشريعة الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
اشهد
ان اله الا الله فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، الله
اللطيف الخبير الحنان المنان سبحانه الله وتعالى عما يصفون .
سبحان
الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، وأشهد ان سيدنا محمدا عبد
الله ورسوله معلمنا وامامنا وعظيمنا وشفيعنا حبيب الله ، اللهم صلى على
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
اما بعد توقفنا بالامس عند الترغيب فى الزواج ، وذكرنا فوائد الزواج ، وذكرنا ان الزنا ينزع الايمان من قلب المؤمن .
والليلة ان شاء الله تعالى نكمل على ما توقفنا عليه .
وننتقل الليلة الى ما يراعى من أحوال المرأة :-
الخصال المطيبة للعيش التى لابد من مراعاتها فى المراة ليدوم العقد وتتوفر مقاصده فى ثمان :
الدين ، الخلق ، والحسن ، وخفة المهر ، والولادة ، والبكارة ، والنسب ، وان لا تكون قرابة قريبة .
الأولى
: أن تكون صالحة ذات دين فهذا هو الأصل وبه ينبغى ان يقع الاعتناء ، فانها
ان كانت ضعيفة الدين فى صيانة نفسها وفرجها أزرت بزوجها وسودت بين الناس
وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه ، فان سلك سبيل الحمية والغيرة لم
يزل فى بلاء ، وان سلك سبيل التساهل كان متهاونا بدينه وعرضه ومنسوبا الى
قلة الحمية والأنفة تعنى ( الكرامة أو العزة والحمية ) .
وان
كانت فاسدة الدين باستهلاك ماله أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشا معه ، فان
سكت ولم ينكره كان شريكا فى المعصية مخالفا لقوله تعالى : ( قوا أنفسكم
وأهليكم نارا ) سورة التحريم الآية 6 .
وان أنكر وخاصم وخاصم تنغص العمر ، ولهذا بالغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التحريض على ذات الدين فقال :
( تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك .
الثانية
:- حسن الخلق فانها اذا كانت سليطة بذيئة اللسان كافرة للنعم كان الضرر
منها اكثر من النفع ، والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء .
الثالثة
:- حسن الوجه فذلك أيضا مطلوب اذ به يحصل التحصن ، والطبع لا يكتفى
بالدميمة غالبا ن وما نقلناه من الحث على الدين ليس زجرا عن رعاية الجمال
بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد فى الدين ، فان الجمال
وحده فى غالب الأمر يرغب فى النكاح ويهون أمر الدين ، ويدل على الالتفات
الى معنى الجمال أن الالف والمودة تحصلا به غالبا ن وقد ندب الشرع الى
مراعاة أسباب الألفة ولذلك استحب النظر فقال :
( اذا أوقع الله فى نفس أحدكم من امراة فلينظر اليها فانه أحرى أن يؤدم بينهما ( اى يؤلف بينهما ) .
وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم الا بعد النظر احترازا من الغرور ، وقال الأعمش :
كل تزويج يقع على غير نظر فأخره هم وغم .
وروى
ان رجلا تزوج على عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وكان قد خضب
فنصل خضابه فاستعدى عليه اهل المراة الى سيدنا عمر رضى الله عنه وقالوا :
حسبناه شابا ، فأوجعه سيدنا عمر رضى الله عنه : ضربا وقال : غررت القوم ،
والغرور يقع فى الجمال والخلق جميعا فيستحب ازالة الغرور فى الجمال بالنظر ،
وفى الخلق بالوصف والاستيصاف ، ولا يستوصف فى أخلاقها وجمالها الا من هو
بصير صادق خبير بالظاهر والباطن لا يميل اليها فيفرط فى الثناء ، ولا
يحسدها فيقصر ، وقل من يصدق فيه بل الخداع والاغراء أغلب والاحتياط فيه مهم
.
الرابعة : أن تكون خفيفة المهر فقد نهى عن المغالاة فى المهر .
وتزوج بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ، على نواة من ذهب يقال قيمتها خمسة دراهم .
وزوج
سعيد بن المسيب ابنته من أبى هريرة رضى الله عنه على درهمين ثم حملها هو
اليه فادخلها من الباب ثم انصرف ، ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها .
وفى
خبر : من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أى الولادة ويسر مهرها
وكما تكره المغالاة فى المهر من جهة المرأه فيكره السؤال عن مالها من جهة
الرجل ، ولا ينبغى أن ينكح طمعا فى المال ، واذا أهدى اليهم فلا ينبغى ان
يعدى ليضطرهم الى المقابلة بأكثر منه ، وكذلك اذا أهدوا اليه فنية طلب
الزيادة نية فاسدة وداخل فى قوله تعالى :
( ولا تمنن تستكثر ) سورة المدثر الآية 6 ، أى تعطى لتطلب أكثر .
الخامسة : أن تكون المرأة ولودا فان عرفت بالعقر فليمتنع عن تزويجها .
السادسة : أن تكون بكرا ، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لجابر وقد نكح ثيبا : هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك .
السابعة
: أن تكون نسيبة ، أعنى أن تكون من اهل بيت الدين والصلاح فانها ستربى
بناتها وبنيها ، فاذا لم تكون مؤدبة لم تحسن التأديب والتربية ، وفى خبر
تخيروا لنطفكم فان العرق نزاع .
الثامنة : أن لا تكون من القرابة القريبة فان ذلك يقلل الشهوة .
فهذه
هى الخصال المرغبة ف النساء ، ويجب على الولى أيضا ان يراعى خصال الزوج
ولينظر كريمته فلا يزوجها ممن ساء خلقه أو خلقه أو ضعف دينه أو قصر عن
القيام بحقها أو كان لا يكافئها فى نسبها ، ومهما زوج ابنته ظالما أو فاسقا
، أو مبتدعا ، أو شارب خمر ، فقد جنى على دينه وتعرض لسخط الله لما قطع من
حق الرحم وسوء الاختيار .
قال
رجل للامام سيد التابعين الحسن البصرى رضى الله عنه : قد خطب ابنتى جماعة
فممن أزوجها ؟ قال : ممن يتقى الله فان احبها أكرمها ، وان ابغضها لم
يظلمها .
اجتهاد الفقير الى الله محمد صقر فى ليلة السبت الموافق 6/4/2013
وغدا سنكمل الشرح الرابع ان شاء الله تعالى
اشهد
ان اله الا الله فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، الله
اللطيف الخبير الحنان المنان سبحانه الله وتعالى عما يصفون .
سبحان
الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، وأشهد ان سيدنا محمدا عبد
الله ورسوله معلمنا وامامنا وعظيمنا وشفيعنا حبيب الله ، اللهم صلى على
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
اما بعد توقفنا بالامس عند الترغيب فى الزواج ، وذكرنا فوائد الزواج ، وذكرنا ان الزنا ينزع الايمان من قلب المؤمن .
والليلة ان شاء الله تعالى نكمل على ما توقفنا عليه .
وننتقل الليلة الى ما يراعى من أحوال المرأة :-
الخصال المطيبة للعيش التى لابد من مراعاتها فى المراة ليدوم العقد وتتوفر مقاصده فى ثمان :
الدين ، الخلق ، والحسن ، وخفة المهر ، والولادة ، والبكارة ، والنسب ، وان لا تكون قرابة قريبة .
الأولى
: أن تكون صالحة ذات دين فهذا هو الأصل وبه ينبغى ان يقع الاعتناء ، فانها
ان كانت ضعيفة الدين فى صيانة نفسها وفرجها أزرت بزوجها وسودت بين الناس
وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه ، فان سلك سبيل الحمية والغيرة لم
يزل فى بلاء ، وان سلك سبيل التساهل كان متهاونا بدينه وعرضه ومنسوبا الى
قلة الحمية والأنفة تعنى ( الكرامة أو العزة والحمية ) .
وان
كانت فاسدة الدين باستهلاك ماله أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشا معه ، فان
سكت ولم ينكره كان شريكا فى المعصية مخالفا لقوله تعالى : ( قوا أنفسكم
وأهليكم نارا ) سورة التحريم الآية 6 .
وان أنكر وخاصم وخاصم تنغص العمر ، ولهذا بالغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التحريض على ذات الدين فقال :
( تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك .
الثانية
:- حسن الخلق فانها اذا كانت سليطة بذيئة اللسان كافرة للنعم كان الضرر
منها اكثر من النفع ، والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء .
الثالثة
:- حسن الوجه فذلك أيضا مطلوب اذ به يحصل التحصن ، والطبع لا يكتفى
بالدميمة غالبا ن وما نقلناه من الحث على الدين ليس زجرا عن رعاية الجمال
بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد فى الدين ، فان الجمال
وحده فى غالب الأمر يرغب فى النكاح ويهون أمر الدين ، ويدل على الالتفات
الى معنى الجمال أن الالف والمودة تحصلا به غالبا ن وقد ندب الشرع الى
مراعاة أسباب الألفة ولذلك استحب النظر فقال :
( اذا أوقع الله فى نفس أحدكم من امراة فلينظر اليها فانه أحرى أن يؤدم بينهما ( اى يؤلف بينهما ) .
وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم الا بعد النظر احترازا من الغرور ، وقال الأعمش :
كل تزويج يقع على غير نظر فأخره هم وغم .
وروى
ان رجلا تزوج على عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وكان قد خضب
فنصل خضابه فاستعدى عليه اهل المراة الى سيدنا عمر رضى الله عنه وقالوا :
حسبناه شابا ، فأوجعه سيدنا عمر رضى الله عنه : ضربا وقال : غررت القوم ،
والغرور يقع فى الجمال والخلق جميعا فيستحب ازالة الغرور فى الجمال بالنظر ،
وفى الخلق بالوصف والاستيصاف ، ولا يستوصف فى أخلاقها وجمالها الا من هو
بصير صادق خبير بالظاهر والباطن لا يميل اليها فيفرط فى الثناء ، ولا
يحسدها فيقصر ، وقل من يصدق فيه بل الخداع والاغراء أغلب والاحتياط فيه مهم
.
الرابعة : أن تكون خفيفة المهر فقد نهى عن المغالاة فى المهر .
وتزوج بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ، على نواة من ذهب يقال قيمتها خمسة دراهم .
وزوج
سعيد بن المسيب ابنته من أبى هريرة رضى الله عنه على درهمين ثم حملها هو
اليه فادخلها من الباب ثم انصرف ، ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها .
وفى
خبر : من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أى الولادة ويسر مهرها
وكما تكره المغالاة فى المهر من جهة المرأه فيكره السؤال عن مالها من جهة
الرجل ، ولا ينبغى أن ينكح طمعا فى المال ، واذا أهدى اليهم فلا ينبغى ان
يعدى ليضطرهم الى المقابلة بأكثر منه ، وكذلك اذا أهدوا اليه فنية طلب
الزيادة نية فاسدة وداخل فى قوله تعالى :
( ولا تمنن تستكثر ) سورة المدثر الآية 6 ، أى تعطى لتطلب أكثر .
الخامسة : أن تكون المرأة ولودا فان عرفت بالعقر فليمتنع عن تزويجها .
السادسة : أن تكون بكرا ، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لجابر وقد نكح ثيبا : هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك .
السابعة
: أن تكون نسيبة ، أعنى أن تكون من اهل بيت الدين والصلاح فانها ستربى
بناتها وبنيها ، فاذا لم تكون مؤدبة لم تحسن التأديب والتربية ، وفى خبر
تخيروا لنطفكم فان العرق نزاع .
الثامنة : أن لا تكون من القرابة القريبة فان ذلك يقلل الشهوة .
فهذه
هى الخصال المرغبة ف النساء ، ويجب على الولى أيضا ان يراعى خصال الزوج
ولينظر كريمته فلا يزوجها ممن ساء خلقه أو خلقه أو ضعف دينه أو قصر عن
القيام بحقها أو كان لا يكافئها فى نسبها ، ومهما زوج ابنته ظالما أو فاسقا
، أو مبتدعا ، أو شارب خمر ، فقد جنى على دينه وتعرض لسخط الله لما قطع من
حق الرحم وسوء الاختيار .
قال
رجل للامام سيد التابعين الحسن البصرى رضى الله عنه : قد خطب ابنتى جماعة
فممن أزوجها ؟ قال : ممن يتقى الله فان احبها أكرمها ، وان ابغضها لم
يظلمها .
اجتهاد الفقير الى الله محمد صقر فى ليلة السبت الموافق 6/4/2013
وغدا سنكمل الشرح الرابع ان شاء الله تعالى
رد: اسس الزواج فى الشريعة الاسلامية
طرح مميز وموضوع قيم
جزاك ربي خير الجزاء
وجعله ربي في موازين حسناتك
وجعله شاهدا لك لا عليك
بوركت وسلمت اناملك الذهبية
جزاك ربي خير الجزاء
وجعله ربي في موازين حسناتك
وجعله شاهدا لك لا عليك
بوركت وسلمت اناملك الذهبية
رد: اسس الزواج فى الشريعة الاسلامية
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر ♥
سالم الدوسري- عضو مميز
- عدد المساهمات : 100
نقاط : 100
السٌّمعَة : 0
بلد العضو :
الجنس :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى